ميسي وذكاء بيكهام.. ذكريات برشلونة بقميص إنتر ميامي

وتفاجأت عن نفسي، كواحد من غير المتابعين للدوري الأمريكي، برؤية وضع الفريق الذي سيتقمص الساحر الأرجنتيني ألوانه في الموسم الجديد، خاصةً بعدما ترك أضواء باريس، وجنة برشلونة، وأموال الهلال، من أجل ما كان يظنه الكتلان، أنه فريق من الصفوة في الدوري الأمريكي.

ميسي انتقل لفريق يتواجد في أواخر الثلث الأخير من مجموعته بالدوري الأمريكي، وبجانب ذلك، ينسى الفريق طعم الفوز، ويتجرع الخسارة تلو الأخرى، قبل أن يأتي ليو ويضع حداً لكل هذه المآسي في أول ظهورٍ رسمي، وكان ذلك ضد كروز أزول المكسيكي، ليسجل أول أهدافه، ثم تتوالى بعد ذلك لحظات مجد ليونيل في الأراضي الأمريكية عبر تسجيل وصناعة المزيد والمزيد من الأهداف.

مشروع إنتر ميامي ودموع بيكهام

دموع بيكهام، التي ظهرت في عينيه، بعد هدف ميسي الأول تؤكد أنه كان محقاً بانتداب ليو، الذي لولا وجود ديفيد هناك، ما كان ليقبل أن ينضم لفريق بهذه الوضعية، حتى لو كان البرغوث، كما قيل، يبحث عن الراحة والحرية والعيش كفرد عادي من أفراد المجتمع داخل أمريكا، فبالطبع كان يمكنه أن ينتقل لفريق آخر في نفس الدوري، لكن الإنجليزي الدولي السابق امتلك القدرة على إقناعه بالمشروع بذكاء خارق أذهل به العالم.

مشروع إنتر ميامي بدأ في الظهور للنور قبل نحو 5 سنوات، وبالتحديد في 2018، ولم يسبق للفريق أن حقق أي لقب، وكانت أكبر إنجازاته هي الحصول على وصافة مجموعته في دوري 2021، علماً بأنه يشارك في الدوري منذ عام 2020.

صاحب فكرة التعاقد مع ميسي

بيكهام، الذي يملك حصة تبلغ نسبتها 35 % من النادي الأمريكي، حسب الموقع الرسمي لإنتر ميامي، ربما أراد نقل فريقه لمستوى آخر، من خلال تحويل إنتر ميامي إلى نسخة من ذكريات برشلونة، بالتعاقد مع النجوم السابقين في النادي الكتالوني، لدرجة أن القميص الذي ارتداه ميسي في أول مباراة رسمية له، مشابهاً لأحد قمصان البارسا، والذي ارتداه ليو من قبل.

ديفيد هو من كان وراء التعاقد مع ميسي منذ فترة طويلة، الفكرة في الأساس هي فكرته، وكان يريد حدوث ذلك منذ فترة، قبل أن ينجح في سعيه هذا الصيف، وينتدب الأرجنتيني بعقد مدته عامين ونصف.

إيجابيات التعاقد مع ميسي وبوسكيتس

نقل ميسي إلى إنتر ميامي له مردود إيجابي على الفريق من كافة النواحي، سواء التسويقية أو الرياضية، وحتى في جذب اللاعبين ذوي القدرات والمواهب إلى الفريق، وأظن أن سيرجيو بوسكيتس ذهب إلى هناك من أجل الاستمرار برفقة البرغوث.

جوردي ألبا هو الآخر انتقل إلى هناك بخبرته الكبيرة في الملاعب الإسبانية، الأوروبية، والدولية، ومن شأن تواجد هذا الثلاثي، رغم تقدمه في العمر، أن يرفع من مستوى الفريق ضد المنافسين في الفترة المقبلة.

خطة إنتر ميامي ومشروع بيكهام باتا واضحين تمام الوضوح، الإنجليزي الدولي السابق يطمح لتحويل إنتر ميامي لنسخة قوية بذكريات الجيل الذهبي للبارسا، يبني من خلالها فريقاً لديه القدرة على المنافسة على الألقاب محلياً وقارياً.

وارتفع حجم التوقعات بخصوص مستقبل مشروع إنتر ميامي بعد ظهور ميسي بشكل مميز في أول مباراة، وقيادته فريقه لتحقيق الانتصار، وبعد الصفقات الجديدة التي أبرمها الفريق الأمريكي.

فكرة ضم ميسي وبوسكيتس لإنتر ميامي تؤكد على ذكاء بيكهام، فالثنائي يعتبر من أفضل لاعبي العالم في مركزيهما، فضلاً عن تمتع كلا اللاعبين بخبرة كبيرة، سيتمكنا من خلالها من مساعدة شباب الفريق على التطور والنمو ومساعدة الفريق في المستقبل، فضلاً عن الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الثنائي والتي ستعني وجود اهتماماً أكبر بالفريق، سواء من الناحية الجماهيرية، أو من جهة استقدام لاعبين جدد.