fbpx
الكرة الإسبانية

فينيسيوس يستحق ما يحصل له! عندما نلوي المنطق لإرضاء مشاعرنا

العنصرية التي يعاني منها فينيسيوس في الملاعب الإسبانية ليست الشيء الأسوأ الذي نحن في صدده الآن، وإنما ما يردده فئة كبيرة من عشاق كرة القدم على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص هذه المسألة الجدلية، فهم يعتقدون أن المهاجم البرازيلي يستحق ما يحدث له، لأنه هو من يبحث عن ذلك بسلوكه المستفز للجماهير ولاعبي الخصم وحتى الحكام.

في الواقع، أنصار هذا الرأي لا يختلفون كثيراً عن بعض المشجعين الذين يصفون فينيسيوس بـ “القرد”، لأن تبرير الجريمة هو جريمة أخرى لا تقل بشاعة، وكلمة “لكن” ليس لها محل في قضايا من هذا النوع، فالعنصري لا يهاجم شخص واحد فقط، وإنما يهاجم مجموعة كبيرة من البشر تتشارك بنفس العرق أو لون البشرة أو الدين أو الجنسية أو الطبقة ..الخ.

لماذا فينيسيوس الوحيد الذي يتعرض للعنصرية في ريال مدريد؟

الأسئلة العبثية ليست دليلاً على شيء، ولن تدعم رأيك أبداً، لماذا لا يتعرض أحد من ريال مدريد للعنصرية سوى فينيسيوس رغم وجود عدة لاعبين أصحاب بشرة سمراء؟ هل تتوقع مني أن أسقط في مصيدتك وأجيبك على هذا السؤال؟

لماذا كان داني ألفيس الوحيد الذي يتعرض للعنصرية في برشلونة؟ لماذا روميلو لوكاكو الوحيد الذي تعرض للعنصرية في إنتر ميلان؟ لماذا ماريو بالوتيلي الوحيد الذي يتعرض للعنصرية في إيطاليا؟ لماذا باتريس إيفرا الوحيد الذي عانى من عنصرية سواريز في ديربي إنجلترا؟ حتى لو كان هناك إجابة لكل هذه الأسئلة، فهي لا علاقة لها بالسلوك العنصري، لا تبرره إطلاقاً، ولا يجب أن تجعلنا نتفهم موقف الشخص الذي بدره منه هذا السلوك، أو أن نضع أنفسنا مكانه لنفهم دوافعه.

لست مطالبا أن تعشق فينيسيوس .. لكن احترمه كإنسان

الأشخاص الذين يحاولون تفسير تعرض فينيسيوس للعنصرية بطرحهم السؤال الغريب الذي استعرضناه، هدفهم إيضاح أن نجم ريال مدريد هو لاعب مستفز، متهور، انفعالي، عدواني، يحاول إهانة الخصوم بمراوغاته، وفي الحقيقة، لا يوجد أي مشكلة في هذه الصفات، فلك الحرية المطلقة أن تراه بالطريقة التي تريدها.

ببساطة، انعته بهذه الصفات، أفصح عن مشاعر الكره التي تكنها له، قل له انت مغرور، مستفز، غير مهذب، قل ما شئت، لكن لا تجرده من إنسانيته لمجرد أن لون بشرته مختلف عن لون بشرتك، وتعتقد في داخلك أن هذه ميزة تصب في مصلحتك لسببٍ ما.

مشكلة البعض أنه لا يميز بين المناوشات في كرة القدم أو في أي مجال آخر، وبين العنصرية التي تفرّق الناس وفقاً لخصائصهم البشرية والاجتماعية، فهناك فرق كبير بين الأمرين، الأول هو شيء طبيعي يحدث باستمرار ويمكن تفهم دوافعه، أما الحالة الثانية هي جريمة مكتملة الأركان.

المسألة ليست صراعاً بين ريال مدريد وبرشلونة

المزعج حقاً في كل هذا، أن هناك جزء كبير من جماهير الريال تُناصر فينيسيوس باستماته على مواقع التواصل، وهناك حملة مضادة من بعض جماهير برشلونة يُدينون سلوك فينيسيوس وطريقة تفاعله مع كل ما يحدث، بهدف محاولة تبرير العنصرية التي يتعرض لها منذ بداية الموسم.

القضية ليست صراعاً رياضياً بين ريال مدريد وبرشلونة إطلاقاً، ولا تحتمل هذا النقاش، المسألة إنسانية بغض النظر عن القميص الذي يرتديه اللاعب، وهذا شيء مهم يجب أن يفهمه جمهور الطرفين، فدفاعك عن فينيسيوس لأنه يلعب في الفريق الذي تشجعه ليس تصرفاً صحيحاً، وهجومك عليه لمجرد أنه خصمك ونجم غريمك أمر سيء حقاً، لأن الأدوار سوف تنقلب عاجلاً أم أجلاً، ومن المخزي أن تبلّور معتقد إنساني مشوّه داخل عقلك بناءً على لون قميص الفريق الذي تشجعه.

لماذا لم يتصرف فينيسيوس مثل داني ألفيس عندما تناول الموزة؟

سؤال مزعج آخر يُراد به باطلاً، لكن هذه المرة سأجيب، لأنه بكل بساطة نحن كبشر مختلفين في صفاتنا وطريقة تفكيرنا، وتفاعلنا مع كل ما هو محيط بنا، كل شخص على هذا الكوكب لديه شخصيته الفردية والمركبة، أحياناً تتشابه مع شخص آخر في جانب، وتتعارض معه في جوانب عديدة.

داني ألفيس يملك شخصية قوية وحادة، شخص يملك انضباط انفعالي قوي جداً، وثقة كبيرة بالنفس، ولذلك عندما قام مشجع بإلقاء موزة عليه، قام بردة فعل مميزة تعكس سمات شخصيته، التقط الموزة، وأكلها بكل بساطة.

في المقابل، فينيسيوس يتسم بشخصية عاطفية وانفعالية، كما أن عامل السن يلعب دور كبير أيضاً، فهو ما زال لم يصل إلى أعلى مراحل النضج، وردود أفعاله على العنصرية التي يتعرض لها طبيعية جداً، وفعلها قبله عشرات بل مئات اللاعبين، فلا يجب أن تتصرف مثل داني ألفيس لكي نحترمك ونتعاطف معك، فكل شخص يتفاعل مع هذه الأمور بطريقة مختلفة وفقاً لعوامل عديدة متعلقة بشخصيته ونشأته وجيناته وطبيعة الموقف نفسه.

!function(f,b,e,v,n,t,s)
{if(f.fbq)return;n=f.fbq=function()
{n.callMethod? n.callMethod.apply(n,arguments):n.queue.push(arguments)}
;
if(!f._fbq)f._fbq=n;n.push=n;n.loaded=!0;n.version=’2.0′;
n.queue=[];t=b.createElement(e);t.async=!0;
t.src=v;s=b.getElementsByTagName(e)[0];
s.parentNode.insertBefore(t,s)}(window,document,’script’,
‘https://connect.facebook.net/en_US/fbevents.js’);
fbq(‘init’, ‘860081330738247’);
fbq(‘track’, ‘PageView’);
fbq(‘track’, ‘ViewContent’);
jQuery(function ($) {
(function(d, s, id) {
var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0];
if (d.getElementById(id)) return;
js = d.createElement(s);
js.id = id;
js.async = true;
js.src = “//connect.facebook.net/en_US/sdk.js#xfbml=1&appId=1892660097624150&version=v2.0”;
fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);
}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));
$( document ).ready(function() {
$.ajax({
url: ‘/ajax/nextarticleajax’,
type: ‘POST’,
data: {cat: 47, id: 1203827, count: 2, ajax: true},
error: function(xhr,tStatus,e){
if(!xhr){
console.log(‘ We have an error ‘+tStatus+’ ‘+e.message);
}else{
console.log(‘else: ‘+e.message);
}
},
success: function(resp){
$(‘.ajax_article’).html(JSON.parse(resp).main);
}
});
});
});

لا تذهب دون ترك تقييمك للمقال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى